هنا تنبض الأحاسيس بمعانيها.. هنا تعزف الروح ألحانها ..هنا حيث أتمنى أن تجتمع الأرواح معا بكل حب !!

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

الــحريــة أن لا تنتظــر شيئــا

لازلت أقرأ لأحلام مستغانمي تلك الكاتبة الروائية الجزائرية وبينما كنت اقرأ روايتها فوضى الحواس  لفتت إنتباهي جملة ذكرتها في سطور الرواية :
 "الحرية أن لا تنتظر شيئا"
وهنا بالذات توقفت عند تلك الجملة وتوقفت معها جميع حواسي عدا تلك لأفكار التي ظلت ترفرف في عقلي وذاكرتي  وبدأت احاول ترجمة الجملة ولكأنها كتبت بلغة غير العربية ، وصرت اكررها تارة بصوت مسموع وتارة بصوت خافت وتارة أكتبها في الهواء وتارة اكتبها على الورق " الحرية أن لا تنتظر شيئا"
ومنحت روحي وقتها في التفكير ..منحتها البقاء حول هذه الجملة تدرس فحواها ومغزاها ومعناها !!
ثم سألت نفسي : هل تنتظرين شيئا في حياتك ؟؟
فأعطيت الإذن لمخيلتي في الإبحار في سماء الذاكرة " شيء من الماضي وجزء من المستقبل "
وكانت الإجابة : "إني أنتظر كل شيء"
أنتظر منذ أن افتح عيني في الصباح حتى أغمضها عند النوم
إني استيقظ في كل صباح مخلفة الكم الهائل من الأحلام التي انتظر تحقيقها
اني انتظر الصباح حتى يبتهج بنشاطه وحيويته .. وأنتظر المساء حتى يحين متكاسل ونعسان .. وأنتظرموعدي مع الأشخاص والأشياء من حولي .. موعدي مع كتابي ..مع دفتري .. مع صحني ..مع كل شيء !!
وموعدي مع احاسيسي ..حتى قلبي له موعد معي ؟!!
إنه الإنتظار الذي يأسرنا ..ويحيط بنا من جميع الإتجاهات ..يسير مجرى حياتنا كيفما شاء ...فهل مررت يوما واحدا من غير أن تنتظر شيئا ما ؟!!
هنا أدركت بالفعل بأنه لا حرية مع الإنتظار ..وأدركت بأننا مقيدين بسلاسل الإنتظار ..ومادمنا لا نكف عن الحلم فنحن أسرى للإنتظار وجنوده !!
 فهل لي أن اتحرر من الإنتظار ؟؟كي أحس بطعم الحرية ؟!
لذلك قررت ان انتصر على اشن معركة ضارية مع الإنتظار ..معركة أنتصر فيها وأتحرر من عبودية الإنتظار ..أنتصر لكي أشعر ب"الحرية " وأرفرف في السماء كتلك  الطيور الحرة !!
لقد قررت أن لا انتظر شيئا ..لقد قررت أن لا أحلم .. وان لا اطالع ساعة الحائط المعلقة في غرف المنزل ..قررت أن أمسح مواعيدي مع كل شيء حولي .. لذلك قررت الإنفراد .. التحرر .. النفور إلى مكان لا أنتظر فيه شيء .. إلى سماء الحرية حيث لا يقيدني الإنتظار !!
فالحرية أن لا أنتظر شيء !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق