هنا تنبض الأحاسيس بمعانيها.. هنا تعزف الروح ألحانها ..هنا حيث أتمنى أن تجتمع الأرواح معا بكل حب !!

الاثنين، 24 يناير 2011

أروقــــــة الـحـنيـــن

كنت بين جنبات السرير والظلام يعم الغرفة إلا تلك البقعة التي  كنت أطالع فيها وجه "اللاب توب" ، وصوت الأزرار يتداخل مع انفاسي محدث قيثارة موسيقية  تعم أنحاء غرفتي العتيقة....فلقد جن الليل والكل قد استسلم للنوم عدا روحي التي تأبى النوم في تلك الساعة ، لتظل تسامر النجوم في السماء ، فأحاسيسي تبقى مستيقظة  حتى الفجر تزور أروقة الحنين في كل ليلة ...والليلة بالذات كانت مغايرة عن أخواتها، فقد كان هناك ضجيج في الغرفة ليس كالعادة حيث يعمها السكون والهدوء...
صوت يشبه  صوت الحنين في أعماق روحي ، يا ترى هل تبعثر الصوت مني للعالم الخارجي حولي ، ام إنها طيوفه تزورني في هذه الليلة  الحزينة !
كانت عيناي تنظر للنافذة ..فالصوت يصدر من هناك ..وكأن الحلم واقف ينتظرني ورائها، ياترى هل سألمحه خلف الستار لأرى صورته منعكسة على وجه الزجاج ، ام إنني سأرى أمنيتي برؤيته تتبعثر خلف  تلك النافذه !
يشدني الصوت إليه ، فأحمل خطواتي المتثاقلة نحو النافذة ، أمد يدي ببطء نحو الستار ، الصوت قربها يزداد حفيفا ، يشبه حفيف الحنين ، يدا تلامس الستار ويدا على قلبي ، وعيناي مغمضة الطرف، ظلام في ظلام لولا بصيص من نور القمر الذي يتخلل الستار، اسحب الستار ببطء وعيناي لازالت مغمضة  وببطء افتحهما لألمح نافذتي متبللة بقطرات المطر ، كان المطر يتساقط  ببطئ مصدرا صوتا مختلف ، تماما كصوت احساس الحنين  في داخلي ، وضعت اناملي على زجاج النافذة ألامسها..لتسري برودتها في عروقي ، ولكأني استشف الجمال لأنقله  إلى دمي ....رذاذ المطر يسقط على ضوء القمر راسما لوحة في غاية الجمال !
تسمرت في مكاني يحتضنني الشعور وأحتضنه ، تجول في خاطري كل الذكريات ، تزور كل أروقة الحنين التي زارها المطر في تلك السنين التي مضت من حياتي ، والشعورالذي يبعثه المطر لي في كل سنة  يغاير السنة الأخرى ، فتحت النافذة ومددت يداي نحو السماء ألامس قطرات المطر المتساقطة ، واستنشق رائحة التراب المبلل بالمطر ، تلك الرائحة نفس الرائحة التي تفوح من روحي حين تعانق الحنين ...!!
ابتسم للقمر وأراه يبتسم لي وراء الغيوم ، اشعر بالبرد يتسلل جسدي ، ينعشني وصوت قطرات المطر تتردد في روحي بنغمة موسيقية رائعة ، فألمح خطواتي تأخذني لخارج الغرفة  حتى أصل تحت المطر ، فأرقص تحته على صوت تلك الموسيقى الصاخبة في أعماقي ........ تبللني زخات المطر ولا أبالي ....نشوة الحنين ...وجنون مختلف !
السماء تمطر وعيناي تنظر في الأفق ....وراء الغيوم يختبأ طيفه  يناظرني من بعيد ... لألمحه يقترب مني ، يأخذ بيدي ويراقصني تحت المطر ....لنرقص معا ونضج المكان بضحكاتنا، وما إن توقف المطر حتى فارقني ... وأختفى  ورحل مع السحاب ... فعدت إلى غرفتي  أحمل في جعبتي أحاسيس جديدة تنتظر قدومه مع قدوم المطر ... اغلق نافذتي ...وأبقى اناظر السماء حتى يبزغ الفجر ...............مودعة تلك الأروقة الجميلة .. أروقة الحنين !!

هناك تعليقان (2):

  1. احاسيس ومشاعر صادقة تزف للروح معنى الحب الحقيقي دائماً رائيعة انتي يا سكون....
    مشاعر تسطر من ذهب

    ردحذف
  2. نهاية حكاااايااا الأمل

    نعم قطار الفراق يعلن استقراره في محطة حكايتنا. الطويله حكاااايااا الامل.
    وها أنتي يا سكون ذا تحملي حقائب الأحلام والأيام وتتجهي نحو الغياب الابدي..
    وها أنا ذا أستعد للوقوف بظهر مكسور وهامة مجروحة..
    لألوح لك بشموخ هاديء وهدوء شامخ..
    وكأن الأمر لا يعنيني..
    وكأن الألم ليس ألمي..
    وكأن الجرح ليس جرحي..
    وكأن الهزيمة ليست هزيمتي..
    وكأن الحكاية الميتة لم تكن يوماً حكايتي..
    أتساءل:هل بالفعل تموت الحكايا؟
    وحين تموت الحكايات ، أين يذهب الأبطال؟
    وأين تذهب الأحاسيس؟
    وماذا يكون مصير الأحلام؟
    وسؤال آخر:لماذا حين تنتهي الحكاية..
    ونهمل كل أوراقها وطقوسها وذكرياتها..
    لانفكر سوى في كيفية احتمال الألم الناتج عنها..
    ونعلن الحداد..فلا نرى من الحياة سوى سوادها..
    يهاجمنا الفراغ كسماء بلا نهاية..
    يحاصرنا الحنين كوحش مفترس..
    تنغرس فينا البقايا كأسنة السيوف..
    تمزقنا الذكريات كأنياب حيوان جائع..
    ونرفض المكان ونهرب من الزمان..
    ونطرق كل أبواب النسيان..
    ونفشل..
    نعم نفشل..
    فتجربة النسيان لاتقل صعوبة عن تجارب الاختراعات العلمية
    ولأن الإحساس الذي كان في داخلنا كان صادقا
    ولأن الأحلام التي عاشت فينا كانت رائعة
    ولأن أمانينا التي غرسناها في أرض الحكاية كانت نقية
    ولأن الحكاية كانت وسيلة من وسائل اتصالنا بالوجود
    ولأننا كنا الطرف الأكثر شفافية في الحكاية
    فإننا نفشل.. وبجدارة في نسياااااان الحكااااايااا………..

    ردحذف